أذكار الرعد ... والمطر .. والريح .

  1. باب ما يقول إذا سمع الرّعد.
عن عبد اللّه بن الزبير -رضي اللّه عنهما-: أنه كان إذا سمع الرعد؛ ترك الحديث، وقال: «سبحان الّذي يسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته» (رواه مالك في «الموطأ» (2/992) ، والبخاري في «الأدب» الذي افرده (723) بإسناد صحيح)

وعن طاووس الإمام التابعي الجليل –رحمه الله-: أنه كان يقول إذا سمع الرعد: «سبحان من سبّحت له» (رواه الإمام الشافعي -رحمه الله- في «الأم» (1/253) بإسناده الصحيح) 

قال الشافعي: كأنه يذهب إلى قول اللّه -تعالى-: ﴿ويسبّح الرّعد بحمده﴾ [الرعد: 13]. 



********************

  1. باب ما يقول إذا نزل المطر.
عن عائشة -رضي اللّه عنها-: أن رسول اللّه  كان إذا رأى المطر؛ قال: «اللّهمّ صيّبًا نافعًا» (أخرجه البخاري(1032))

وقال  فيه: «اللّهمّ صيّبًا نافعًا؛ مرّتين أو ثلاثًا» (أخرجه «سنن ابن ماجه» (3890))

وقال : «اطلبوا استجابة الدّعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصّلاة، ونزول الغيث!» (أخرجه الشافعي -رحمه الله- في «الأمّ» (1/223- 224))



قال الشافعي: وقد حفظت عن غير واحدٍ طلب الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة. 


********************


  1. باب ما يقوله بعد نزول المطر.
عن زيد بن خالد الجهني -رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه  صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف؛ أقبل على الناس، فقال: «هل تدرون ماذا قال ربّكم؟». 
قالوا: اللّه ورسوله أعلم!. 
قال: «قال: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأمّا من قال: مطرنا بفضل اللّه ورحمته؛ فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأمّا من قال: مطرننا بنوء كذا وكذّا؛ فذلك كافرٌ بي، مؤمنٌ بالكوكب» (أخرجه البخاري (846)، ومسلم (71))

«الحديبية»: بئر قريبة من مكة دون مرحلة، ويجوز فيها تخفيف الياء الثانية وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح المختار. 
«السماء»: المطر. 
«إثر»: بعد. 

********************

  1. باب ما يقوله إذا نزل المطر وخيف منه الضّرر.

عن أنس -رضي اللّه عنه- قال: دخل رجل المسجد يوم جمعة، ورسول اللّه  قائم يخطب، فقال: يا رسول اللّه! هلكت الأموال وانقطعت السّبل، فادع اللّه يغثنا. 
فرفع رسول اللّه  يديه، ثم قال: «اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ أغثنا». 
قال أنس –رضي الله عنه-: واللّه ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعةٍ، وما بيننا وبين سلع -يعني: الجبل المعروف بقرب المدينة- من بيت ولا دار، فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء؛ انتشرت، ثم أمطرت، فلا واللّه ما رأينا الشمس سبتًا!. 
ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول اللّه  قائمٌ يخطب، فقال: يا رسول اللّه! هلكت الأموال، وانقطعت السّبل، فادع اللّه يمسكها عنّا. 
فرفع رسول اللّه  يديه، ثم قال: «اللّهمّ حوالينا ولا علينا، اللّهمّ على الآكام والظّراب وبطون الأودية ومنابت الشجر». فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس (أخرجه البخاري (1013 و1014)، ومسلم (897))

«قزعة»: القطعة من السحاب. 
«سبتًا»: أسبوعًا. 
«الآكام»: جمع أكمة: التل، وهي دون الجبل، وأعلى من الرابية. 
«بطون الأودية»: ما يستقر فيه الماء فينتفع به. 

********************

  1. باب ما يقوله إذا هاجت الرّيح.
عن عائشة -رضي اللّه عنها- قالت: كان النّبيّ  إذا عصفت الريح؛ قال: «اللّهمّ إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرّها، وشرّ ما فيها، وشرّ ما أرسلت به» (أخرجه مسلم (899/15))

«عصفت»: اشتد هبوبها. 



وعن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه  يقول: «الرّيح من روح اللّه -تعالى-؛ تأتي بالرّحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها؛ فلا تسبّوها، وسلوا اللّه خيرها، واستعيذوا باللّه من شرّها» (أخرجه أبو داود (5097)، وابن ماجه (3727) بإسناد صحيح)
«من روح اللّه»: من رحمة اللّه بعباده. 


وعن عائشة -رضي اللّه عنها-: أن النّبيّ  كان إذا رأى ناشئًا في أفق السماء؛ ترك العمل وإن كان في الصلاة، ثم يقول: «اللّهمّ إني أعوذ بك من شرّها» (أخرجه أبو داود» (5099)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (914و915)، وابن ماجه (3889) بإسناد صحيح) فإن مطر؛ قال: «اللّهمّ صيّبًا هنيئًا». 

«ناشئًا»: سحابًا لم يتكامل اجتماعه. 
«الصيّب»: وهو المطر الكثير، وقيل: المطر الذي يجري ماؤه، والمراد: أسألك صيّبًا، أو اجعله صيّبًا. 


وعن أبيّ بن كعب -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه : «لا تسبّوا الرّيح؛ فإن رأيتم ما تكرهون؛ فقولوا: اللّهمّ إنّا نسألك من خير هذه الرّيح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شرّ هذه الرّيح، وشرّ ما فيها، وشرّ ما أمرت به». أخرجه البخاري في «الأدب» الذي افرده (719)، والترمذي (2252) بإسناد صحيح. 
وعن سلمة بن الأكوع -رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه  إذا اشتدّت الريح؛ يقول: «اللّهمّ لقحًا لا عقيمًا» (أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (300))

«لقحًا»: حاملًا للماء كاللقحة من الإبل. 
«العقيم»: التي لا ماء فيها؛ كالعقيم من الحيوان لا ولد فيها.
 

جديد قسم : الروضه

إرسال تعليق